قد يكون للذكاء الاصطناعي أثرًا تحوليًا على كل من مدننا وبنيتنا التحتية، والحياة المجتمعية، وعلى الخدمات والمنتجات التي نتلقاها. يبيّن التحدي الراهن الذي تواجهه البشرية كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في وضع نموذج لتفشي جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، وهو ما يؤدي إلى اعتماد قيادة فعالة لتنفيذ عمليات تتبع مخالطي المرضى واستراتيجيات توفير مجموعات اللوازم الصحية القيمة في أكثر الأماكن احتياجًا إليها. وتظهر الردود الواردة مدى الحاجة إلى إجراء دراسة متأنية للمفاضلة بين المسائل الأخلاقية المتعلقة بالبيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

من الجدير بالذكر أن تعاملنا مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة حذرة وعلى نحو مسؤول، إلى جانب التزامنا بأعلى المعايير الأخلاقية قد يؤديان إلى التوسع في مجال الابتكار مع تجنب أضراره المحتملة حيث تعتمد القيمة المستخلصة من استخدام هذه التقنيات على الأفراد الذين يتولون تطويرها وتشغيلها واستخدامها. هناك حاجة إلى حواجز للحماية متمثلة في تطوير مجموعة جديدة من أدوات وخدمات "التمكين" وذلك من أجل النهوض بطريقة استخدامنا وتطبيقنا لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقد قطعت دبي الذكية شوطاً في هذا المجال حيث تتضمن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التابعة لها والتي تم إطلاقها العام 2019، مجموعة من المبادئ عالية المستوى والإرشادات المبنية على قيم العدالة والمساءلة والشفافية وقابلية التفسير، إضافةً إلى أداة للتقييم الذاتي تعمل على مساعدة مطوري ومفوضي أنظمة الذكاء الاصطناعي على قياس "الأداء الأخلاقي" استنادًا إلى تلك الإرشادات.

وفي هذا الصدد، أقرت مجموعة من الجهات الهامة مثل هيئة الطرق والمواصلات وشرطة دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي (المزود الرئيسي للمرافق العامة في دبي) رسميًا اعتمادها لأداة التقييم الذاتي.

ويتولى المجلس الاستشاري لمبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي -والذي يتضمن أعضاء متعددي الاختصاصات- توجيه أنشطتنا في هذا المجال الحيوي.

ما هي الوجهة المقبلة - نهج تفويض من مرحلتين مع مراعاة التركيز على الإنتاج المشترك والتعاون؟ 

في العام 2020، قرّرت دبي الذكية التعاون على تطوير أدوات جديدة وعملية لتقليل عدد "الإنذارات والتنبيهات" التي تظهرها أداة التقييم الذاتي المعتمدة لدينا. فلو افترضنا بأنها تقترح على مطوري أنظمة الذكاء الاصطناعي بذل جهد أكبر لتفسير أنظمتهم للمستهلكين، فنحن سنسعى بدورنا إلى تزويدهم أو توجيههم إلى الأدوات التي تمكّنهم من تحقيق ذلك، حيث إن خيارنا الأفضل هو مساعدتهم على الاعتماد على ذاتهم. ونحن نعتقد أن هذا النهج يعتبر مطابقًا لنشاط السوق وعمليات البحث والتطوير في مجال تحديد التحيز في البيانات والعدالة وقابلية التفسير والخصوصية، بالإضافة إلى خدمات التدقيق الأوسع نطاقًا.

نحن ندرك حاجتنا للتعرف على الأنشطة الحالية في الأسواق الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي قبل الانتقال إلى مرحلة التشغيل الكامل. وعلاوة على ذلك، فنحن مهتمون بشكل خاص بفهم إمكانية تحقيق التعاون والمشاركة في الإنتاج ومثال ذلك، الاستعانة بالموارد والمهارات التي تمتلكها بيانات دبي لتطوير الأدوات واختبار ها (مع الإشارة إلى أننا نعد من أكثر الجهات المتقدمة عالميًا في مجالي الابتكار وحوكمة البيانات، حيث نتولى إدارة جزء كبير من العمليات المتعلقة بالبيانات التي تُجرى في المدينة، كما أننا نستطيع من خلال  مشاركتنا الواسعة في القطاع الخاص أن نوفّر الوصول إلى البيئة المحلية المحفزة للذكاء الاصطناعي والتي يمكن من خلالها تجربة الأدوات واختبار أدائها في السوق) يشير موقفنا المزدوج بصفتنا معنيين مباشرين بذكاء الاصطناعي ومديرين لبيانات المدينة إلى عزمنا على زيادة قدرة الذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستفادة القصوى من تأثيره، وهذا يعني بأننا حريصون على اتباع نهج "للتعلم الجماعي" بدلاً من التكليف الجاهز.

طلبنا فيما يتعلق بتقديم المعلومات

الطلب الأولي للمعلومات. نحن نشجع على الاستجابة من مجموعة من الجهات مثل: جهات القطاع الخاص أو جهات القطاع العام الأخرى، أو الأوساط الأكاديمية أو من المتخصصين في المجالات الأضيق نطاقًا مثل المجال القانوني على مجموعة من الأسئلة التي تم تحديدها، كما نقبل اقتراح أدوات وحلول في مجالات أخرى غير التي حددناها.

سيتم استخدام الردود في طلب تقديم العروض النهائي الذي سيحتوي على مجموعة أكثر تفصيلاً من المتطلبات، والتي ستسمح لنا بالحصول على أفضل النتائج من الأسواق سريعة التطور، إلى جانب توفير أفضل الفرص التجارية والإنمائية في المقابل.

 إذا كنت مهتمًا بالمشاركة فيرجى إرسال بريد إلكتروني إلى . c_akmaral.orazaly@smartdubai.ae من أجل الحصول على نموذج للإجابة على أسئلة محددة.