دبي – 2 فبراير 2020: أعلنت دائرة دبي الذكية عن تطبيق واستخدام "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" في 18 حالة استخدام بإمارة دبي، منها 15 حالة استخدام لمبادرات خاصة بهيئة الطرق والمواصلات، و3 حالات استخدام طورها "مختبر الذكاء الاصطناعي" التابع لدائرة دبي الذكية مع كل من: هيئة المعرفة والتنمية البشرية، وهيئة الصحة، وجمارك دبي.

وكانت دائرة دبي الذكية قد أطلقت منظومة المبادئ والإرشادات بهدف الارتقاء بالخدمات الحكومية وتعزيز فرص تبنيها لحلول الذكاء الاصطناعي، من خلال تقديم مجموعة كبيرة من الإرشادات لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تعزز من تحقيق قيم العدالة والشفافية والمساءلة لدى الأفراد والمؤسسات المعنية بتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي في دبي.

وأكدت سعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام دائرة دبي الذكية، أن الذكاء الاصطناعي يكتسب زخماً متزايداً في جميع أنحاء العالم، حيث تتنبأ دراسات موثوقة أن القطاع يمكن أن يسهم بمبلغ 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي خلال العام 2030. ومنذ مدة طويلة تقود دولة الإمارات المنطقة ومعظم دول العالم في عملية تبني الذكاء الاصطناعي، بدءاً من تعيين وزير للذكاء الاصطناعي، ومروراً بإطلاق استراتيجية وطنية طموحة لهذا القطاع الحيوي".

وأضافت: "بصفتنا الجهة الحكومية المنوط بها قيادة عملية تحول دبي إلى مدينة ذكية متكاملة، كانت دبي الذكية سباقة في تعزيز جهود احتضان وتبني التكنولوجيا المتطورة وتنظيم عمليات استخدامها. وفي الوقت الذي يوجد فيه إجماع غير رسمي بضرورة وجود أداة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا القطاع لم ينضج بشكل كاف لوضع قواعد وقوانين ثابته تحكمه. ومن هنا تبرز أهمية "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" التي أطلقتها دائرة دبي الذكية، والتي توفر أداة تقييم ذاتي ومبادئ توجيهية واضحة بشأن الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، بشكل يمنع استخدام نهج مجزأ في الأخلاقيات.

وأشادت سعادتها بالجهات الحكومية التي استفادت من المبادئ والإرشادات، التي ساهمت في تحقيقها لتقدم كبير في تطوير مشاريعها وخدماتها، بشكل يتوافق مع معايير مدن المستقبل الذكية.

من جانبه، قال سعادة يونس آل ناصر، مساعد مدير عام دائرة دبي الذكية، والمدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي: "لقد تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير ليشكل قطاعاً منفصلاً خاصاً به، في ظل وجود اهتمام ونمو مذهل له، ومع توسع شبكة خدماتنا التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي، والانتشار الواسع لهذه التقنية المتخصصة، أصبح من المهم وجود مبادئ لتنظيم وتوجيه القطاع.

وأضاف: "لهذا الغرض تم تطوير "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي“، بحيث يتم وضع نسق محدد وتجنب قيام كل جهة بوضع قواعدها الخاصة ضمن ذات الإطار. ونحن سعداء بما حققته هذه المبادئ التي أصبحت إطار عمل عالمي يحدد المتطلبات الأخلاقية لتصميم واستخدام الذكاء الاصطناعي، بحيث يتم تنفيذ مشاريع ناجحة وحالات استخدام في مختلف الجهات الحكومية بإمارة دبي، فهدفنا الأهم هو أن تصبح هذه المبادئ بمثابة مخطط للحكومات لصياغة قوانين ولوائح واقعية لقطاع الذكاء الاصطناعي".

وكانت هيئة الطرق والمواصلات أول جهة حكومية تعتمد "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي"، في جميع أنظمتها التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي، حيث طبقت المبادئ والأخلاقيات على 15 مشروعًا ومبادرةً، وساعد ذلك في التعرف على الثغرات الأخلاقية بشكل غير مسبوق، فيما أكد موظفو هيئة الطرق والمواصلات أن المبادئ والإرشادات ساعدتهم على تطبيق مزيد من الشفافية والمساءلة لأنظمة الذكاء الاصطناعي التابعة للهيئة، مما يقدم فهم أكبر لمسألة أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي.

ومن جهة أخرى قام "مختبر الذكاء الاصطناعي" في دائرة دبي الذكية بتطبيق "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" في جميع المشاريع التي يقوم بتطويرها، بما في ذلك الأنظمة التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي طورتها هيئة الصحة بدبي بهدف التنبؤ مسبقاً بحالة المرضى المقيمون في المستشفيات، إلى جانب خدمة مستكشف المدرسة المعرفي والتي طورتها هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، ونظام محرك المخاطر الذكي لجمارك دبي.

ومنذ إطلاقها في يناير 2019، سجلت "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي“ ما مجموعه 17178 زيارة لجميع صفحاتها على الموقع الإلكتروني لدبي الذكية.

وتسلط "أداة التقييم الذاتي" ضمن المبادئ، الضوء على العديد من القضايا المتعلقة بالاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الحاجة إلى فهم عميق لجودة ودقة البيانات التي تغذي الخوارزميات المستخدمة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وسبل تحقيق الشفافية. إلى جانب سبل إدراج الأخلاقيات في التطوير المهني لمطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحيث يضعون نظام ذكاء اصطناعي آمن وعادل ومسؤول.

وتم الكشف عن هذه الأرقام خلال الاجتماع الأخير لهذا العام للمجلس الاستشاري لمبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والذي ناقش خلاله أعضاء المجلس الاتجاهات المستقبلية لجهود فريق بيانات دبي الذكية، لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي الآمنة والأخلاقية في العام 2020.

وكان المجلس الاستشاري لـ "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" قد استعرض كذلك، خطط دائرة دبي الذكية لتحسين المبادئ والإرشادات، مع وجود العديد من أدوات ومشاريع الذكاء الاصطناعي قيد الإعداد، والتي تهدف إلى مساعدة مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي على إنتاج تطبيقات آمنة ومسؤولة، تلبي المعايير العالمية من الوضوح والخصوصية.

وقد أجرى فريق دائرة دبي الذكية عدة جلسات دراسة قابلية الاستخدام حول أداة التقييم الذاتي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي جمعت ممثلين من قطاع الذكاء الاصطناعي في دبي. كما أجرى الفريق مشاورات لاستكشاف الفرص المختلفة لتحسين المبادئ التوجيهية، والخروج بتوصيات قيمة سيتم استخدامها لتحسين الأداة.