نظمت غرفة تجارة وصناعة دبي مؤخراً حواراً افتراضياً حول أهمية وقيمة البيانات في الاقتصادات الرقمية، وذلك ضمن فعاليات النسخة الثالثة من "سلسلة حوارات 360" التي أطلقتها غرفة دبي العام الماضي بهدف إتاحة الفرصة لمجتمع الأعمال للاستفادة من تجارب وخبرات المختصين والخبراء والشركات في دبي، حيث حضر الفعالية 100 مشارك من 16 دولة. 

وشملت قائمة المتحدثين كل من سعادة يونس آل ناصر، مساعد مدير عام "دبي الذكية" المدير التنفيذي لمؤسسة "بيانات دبي"، وبهية عبيد، مدير إدارة التحليلات والرؤى لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا في شركة "بيبسيكو"، وليلى سرحان، مدير إدارة القطاع العام في شركة "مايكروسوفت الإمارات"، في حين ألقى حسن الهاشمي، مدير إدارة العلاقات الدولية في غرفة دبي كلمة افتتاحية خلال اللقاء الافتراضي. 

وأشار اكزافير أنجلادا، المدير الإداري للاستراتيجية والاستشارات بالشرق الأوسط في شركة "أكسنشر Accenture"، انه وفقاً لأبحاث شركته، فإن البيانات والذكاء الاصطناعي قد يساهمان بحوالي 182 مليار دولار أمريكي في اقتصاد الإمارات بحلول العام 2035. 

وناقش المشاركون من القطاعين العام والخاص خلال اللقاء دور البيانات وقيمتها في الاقتصادات الرقمية، وكيفية بناء القدرات والدعم الفني وما يرتبط بها، والمخاطر المرتبطة والتحديات المحتملة والقيود في بيئة الأعمال، بالإضافة إلى استعراض نظرة مستقبلية لقطاع الأعمال ودور التقنيات القائمة على البيانات في حقبة ما بعد كوفيد-19. كما استعرضوا القطاعات الرئيسية التي تشهد تطبيقاً متزايداً للبيانات والذكاء الاصطناعي ومنها الطاقة والتغير المناخي وسلسلة الإمداد وإدارة المياه والرعاية الطبية والخدمات الطبية والنقل.

وخلال كلمته الافتتاحية، أشار حسن الهاشمي، مدير إدارة العلاقات الدولية في غرفة دبي إلى أن التحول الرقمي الناجم عن تفشي جائحة كوفيد-19 لم يؤكد على القيمة الهائلة التي تقدمها البيانات من وجهة نظر الأعمال فحسب، بل جعلها أداة ضرورية لأي شركة تريد أن تبقى في الربحية وتعزز من تنافسيتها، مؤكداً أن الابتكار القائم على البيانات يلعب دوراً أساسياً في دعم رؤية دبي في أن تصبح المدينة الأذكى في العالم، وتطوير قطاعات جديدة ودفع النمو الاقتصادي المستدام.

وأضاف الهاشمي أن دولة الإمارات تحتل حالياً المرتبة 16 عالميًا من بين 187 دولة في تقرير "مخزون البيانات المفتوحة" لعام 2020، مشيراً كذلك إلى انه مع استمرار الدولة في تعزيز وتحفيز استخدام التكنولوجيا ونظراً للمعدل السريع الذي تتطور به، يجب على الشركات الاستمرار في إيجاد طرق جديدة للاستفادة من البيانات لصالحها، مع الحفاظ على المعرفة باتجاهات الصناعة والتحديات والفرص.

وأكد الهاشمي أن غرفة دبي تبدي اهتماماً كبيراً لموضوع البيانات المفتوحة، مشيراً إلى أن "دبي للمشاريع الناشئة" وهي إحدى مبادرات غرفة دبي لدعم ريادة الأعمال، أطلقت تقريراً حول البيانات المفتوحة، وعززت الحوار البناء بين أصحاب المصلحة الرئيسيين، وركزت على أفضل الممارسات والحلول الفعالة لقطاع الأعمال والمشاريع الناشئة. 

بدوره أكد سعادة يونس آل ناصر، مساعد مدير عام "دبي الذكية" المدير التنفيذي لمؤسسة "بيانات دبي" أن البيانات تعد حجر الأساس لبناء المدن الذكية، وباعتبارها الجهة الحكومية المكلفة بقيادة عملية تحول دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد على وجه الأرض، فقد قادت دبي الذكية جهود الإمارة لتسخير قوة البيانات وبناء بنية تحتية قوية تعتمد على البيانات، التي نؤمن بأنها أداة فعالة بشكل استثنائي لدفع عجلة التنمية المستدامة، وتعمل كأساس متين لعمليات صناعة القرار المدروسة والصحيحة". 


وبدورها أشارت ليلى سرحان، مدير إدارة القطاع العام في شركة "مايكروسوفت الإمارات إلى ان "كثافة التكنولوجيا" تلعب دوراً أساسيًا في دعم مرونة واستمرارية العديد من الشركات، مشيرةً إلى مساهمة مايكروسوفت في قيادة التحول الرقمي في الإمارات وتسريع عملية التحول الرقمي في المؤسسات في الشرق الأوسط، حيث أسست مايكروسوفت شراكات مع عدد من المؤسسات الحكومية من مختلف القطاعات، بما في ذلك عدد من الوزارات في الدولة."


وأضافت سرحان أن "مايكروسوفت" تركز في الوقت الحالي على تمكين وتعزيز الشركات الناشئة في المنطقة ومساعدتهم للوصول إلى التقنيات والتكنولوجيات التي يحتاجونها لتعزيز نموهم، مشيرة إلى أن عبر مبادرتهم "مايكروسوفت للشركات الناشئة" قاموا ببناء الشراكات مع مختلف الشركات الداعمة لقطاع المشاريع الناشئة في الدولة، بهدف مساعدة وتمكين أصحاب المشاريع الناشئة ومنحهم إمكانية الوصول إلى الأسواق، وجعلهم جزءاً من بيئة الأعمال. 

وبدورها تحدثت بهية عبيد، مدير إدارة التحليلات والرؤى لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا في شركة "بيبسيكو" عن أهمية التحول الرقمي وكيف حولت "بيبسيكو" استراتيجياتها إلى بيانات المستهلك، مشيرة إلى أنهم يعملون على استخدام المزيد من المنصات الافتراضية والإلكترونية لتحليل البيانات، بالإضافة إلى المزيد من الشراكات مع منصات التجارة الإلكترونية لتعزيز تجربة عملائهم، داعيةً الشركات إلى التركيز على تجارب المستهلكين خلال مرحلة تطوير قدراتها في تحليل البيانات.